Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

المستخدم، الحلقة الأضعف في شبكات التواصل الاجتماعي

سعدي حمد – خبير في مجال الإعلام الجديد

على الأغلب يُنظر إلى عموم مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بأنهم ملّاك هذه المساحات وأصحاب القرار والسيطرة فيها باعتبارهم من يّدب الروح فيها بجانب نشاطهم وتفاعلهم مع أدواتها ، لكن هل هذه النظرة ما زالت كذلك ؟ أو إن أردنا أن نتساءل بطريقة أخرى هل هناك من ينظر إلينا بشكل آخر ؟
إجابة ذلك السؤال تدفعنا للتفكير قليلاً بما تحدثت عنه شركة ” كاسبركي لاب ” بأن حوالي 30% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يتبادلون معلوماتهم الشخصية وبيانات تسجيل الدخول إلى حساباتهم مع كل شخص متصل بالإنترنت وليس فقط مع أصدقائهم !
ربما يعتبر كثيرون أنها المصيبة وتبدأ سحابة من الكلمات المؤرقة تجتاح أذهانهم ، أين الخصوصية ؟ وأين المصداقية والأمان ؟
لكن للأسف ، كان لا بد من سؤال واحد : أين تذهب هذه المعلومات ؟ هل تحتفظ بها شبكات التواصل الاجتماعي في خوادمها فقط ؟ وللمرة الثانية للأسف لا .
إذاً عودة للسؤال الأول ، هل ما زلنا نحن من يتحكم في هذه الشبكات ونملك القرار بها !
أعتقد أننا مجرد سلعة أو إذا أردنا تهوين الأمر فلنقل ” مورد للدخل “، فالأمر ببساطة أننا نتبادل المعلومات ونشارك الاهتمامات ومن ثم تُباع إلى شركات تعلن داخل مواقع التواصل الاجتماعي، فيصبح المستخدم بالنهاية مجرد مورد يتم استنزافه مقابل أن يتم توفير مساحة اجتماعية ربما أغلبنا ينظر إليها بأنها ترفيهية لقضاء الأوقات والاستجمام مع الأصدقاء والغرباء .

هل لاحظتم يوماً ما أثناء تصفحكم لموقع على شبكة الانترنت وأطلتم التصفح أنه وبعد انتقالكم لحسابكم الفيسبوكي أن ثمة إعلانات مدفوعة في ذات إطار الموقع الذي تتصفحوه ، مثلا تتصفحون موقع يعرض أفكار حول الطبخ أو الديكور المنزلي ، وعند انتقالكم للفيسبوك وجدتم إعلان يدعوكم لشراء أثاث منزلي أو يدعوكم لزيارة مطعم بالقرب منكم مثلا ؟
نعم بكل تأكيد الكل لاحظ ذلك ، لأن فيسبوك يتتبع نشاط أي مستخدم مسجل لديه ، وبكل انتهاك صارخ يبيع هذه المعلومات التي تحصل عليها للمعلنين لتزيد من استهدافهم للعملاء والزبائن ” أنتم ” وبالتالي يحصدون الأرباح ويتشاركونها ، والمستخدمون فقط هم السلعة .

حتى إن دراسة أمريكية قبل عام ونصف قالت إن نحو 80 % من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة قلقون من قيام طرف ثالث ” شركة معلنة ” بالوصول إلى معلوماتهم وبياناتهم على تلك الشبكات .

بكل الأحوال بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بتجريم هذه الممارسات التي تقوم بها شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك سيئة السمعة في مجال الخصوصية، بدأت منظمات وحكومات تحاربها وتفرض قوانين لمنع تتبع نشاط المستخدمين .

ولكن حتى نكون أكثر واقعية فالأمر لم يخرج كاملاً عن السيطرة ، فلا ضير إن باع فيسبوك معلومات عن اهتماماتكم الاستهلاكية في منتجات مثل الغذاء أو غيره ، لكن الأهم أن يتعرف على اهتماماتكم الخاصة وهذا مرتبط بشكل كامل بحجم المعلومات التي تشاركونها وتتبادلونها والتي ينصح دائماً أن تبقى بعيدة عن العوالم الافتراضية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى