Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

كيف سيؤثر “خطاب القسام” على ملف الجنود الاسرى بغزة؟

بقلم/ محمد أبو هويدي

أكد مختصان ومحللان في الشأن السياسي والعسكري الإسرائيلي، أن خطاب الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” والذي تحدث فيه عن جنود الاحتلال المفقودين في قطاع غزة، يحمل في طياته الكثير من الدلالات والرسائل المبطنة لدولة الكيان والمجتمع الصهيوني ولعائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، مرجحين بأن يلقى هذا الخطاب تفاعلاً كبيراً للضغط على نتنياهو لتحريك هذا الملف.

وأوضح المحللان لـ “الاستقلال”، أن المقاومة خرجت من خلال هذا الخطاب من نطاق المناورة العسكرية إلى المناورة النفسية والسياسية على المجتمع الإسرائيلي، ليكون فاعلا في تغيير دفة الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة في سبتمبر القادم.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن هناك فرصةً حقيقية لإنجاز وحل قضية الأسرى والمفقودين في قطاع غزة إذا كانت قيادة الاحتلال الإسرائيلي جادةً في فتح وتحريك هذا الملف ودفع الثمن الطبيعي عبر المسار الواضح الذي أفضى سابقًا إلى حلّ قضايا مشابهة.

وهددت الكتائب على لسان المتحدث باسمها “أبو عبيدة” في خطاب متلفز الثلاثاء، بأن “هذا الملف قد يكون عرضة للنسيان والإغلاق نهائيًا لعواملَ تعلمها قيادة العدو جيدًا”.

وأضاف: “نقول لكل المعنيين أن لكم في قضية رون أراد عبرةٌ؛ إذ إننا لا نضمن أن يبقى هذا الملف على طاولة البحث مجددا في حال أضاعت قيادة الاحتلال هذه الفرص”.

وشدد “أبو عبيدة” على أن حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو تتهرب من إنجاز صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، وأنهم يكذبون ويدلسون على أهالي جنودهم الذين أرسلوهم لميدان المعركة.

ومطلع أبريل / نيسان 2015، أعلنت القسام للمرة الأولى عن وجود “أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها”، دون أن تكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياء أم أمواتا.

كما لم تكشف عن أسماء الإسرائيليين الأسرى لديها باستثناء الجندي ” أرون”، الذي أعلن أسره المتحدث باسم الكتائب “أبو عبيدة”، في 20 يوليو / تموز 2014، خلال تصدي مقاتلي “القسام” لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.

وترفض حركة “حماس” بشكل متواصل تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلح.

واتهمت كتائب القسام حكومة نتنياهو بالتهرب من إنجاز صفقة تبادل أسرى، من خلال “الكذب والتدليس على أهالي الجنود الذين أرسلتهم لميدان المعركة”.

 

التوقيت والدلالات

وقال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: “إن المقاومة وكتائب القسام وعبر خطابها وضعت “إسرائيل” أمام خيارين محددين لا ثالث لهما وهما، إما ابرام صفقة تبادل، أو أن يلقي جنودها مصير الجندي الطيار رون أراد (مفقود في لبنان منذ 1986)”، مشددا على أن “الخطاب حمل عدة دلالات واضحة ستؤثر بالفعل على الاحتلال الإسرائيلي رسميا ومجتمعيا”.

وأضاف الدجني لـ “الاستقلال” أن توقيت خطاب القسام جاء في ظل ما تشهده الساحة الإسرائيلية، سواء احتجاجات اليهود الأفارقة، أو التحضير للانتخابات المقبلة، كما يأتي في إطار “الحرب النفسية وصراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال من خلال الضغط سياسياً ونفسياً على الاحتلال متجاوزاً اللعبة العسكرية مستغلاً تذكيرهم بقضية الأثيوبيين ويهود الفلاشة، مبيناً أن دولة الاحتلال دولة عنصرية تميز حتى بين جنودها وخاصة أن غالبية اليهود الأثيوبيين يعملون في الجيش الإسرائيلي.

أما عن انعكاس خطاب القسام على مستقبل انتخابات الكنيست المقبلة، تابع المحلل السياسي أن الخطاب سيضع نتنياهو أمام خيارين، إما المضي قدما في الصفقة وبالتالي الرضوخ لشروط المقاومة، أو التورط في مواجهة عسكرية مع قطاع غزة.

وأكد أن المقاومة وخاصة القسام ألقت حجرا في حقل الانتخابات الإسرائيلية، وهذا سيكون لها صدى على صوت المرأة الإسرائيلية ، لكون لديهن أبناء في الجيش الإسرائيلي، ويخفن من أن يلقى أبناؤهن نفس مصير شاؤول وهدار ومنغستو وهشام السيد”.

وتوقع الدجني أن يؤدي خطاب كتائب القسام بما احتواه من إشارات قوية وواضحة بأن الجنود الأسرى أحياء وليسوا جثثا كما تروج حكومة نتنياهو على مدار السنوات الماضية- إلى حدوث إرباك في المجتمع الإسرائيلي، مرجحاً بأن يلقى هذا الخطاب تفاعلاً كبيراً للضغط على نتنياهو لتحريك هذا الملف.

 

حالة ضغط

من جانبه، أكد المختص في الشأن العسكري الإسرائيلي رامي أبو زبيدة ، أن الهدف الأساس من الرسائل التي حاولت المقاومة الفلسطينية إيصالها هو تحريك ملف الأسرى الجنود وتشكيل حالة من الضغط والارباك تجاه حكومة الاحتلال والمجتمع الصهيوني وعائلات الجنود مستغلة الجو العام الذي تعيشه دولة الكيان سواء أجواء الانتخابات المرتقبة وحالة الاستقطاب العنصري الذي يتمثل في قضية الأثيوبين، لافتا الى أن كل تلك العوامل ساهمت في إبراز هذه القضية.

وأوضح أبو زبيدة لـ “الاستقلال”: أن رسالة “القسام” للاحتلال، بأن المراوغة لا تجدي نفعًا، وعلى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، الذي جرب المراوغة في (ملف) شاليط، سابقا وفي النهاية خضع لشروط المقاومة أن لا يحاول فعل ذلك ثانيا لأنه ليس الطرف الوحيد الذي يمكن أن يسيطر على هذه المسألة، لان هناك طرف آخر أهم وهي المقاومة ، الذي تحتفظ بهؤلاء الجنود لديه، وتعلم مصيرهم.

وأشار المختص في الشأن العسكري الإسرائيلي، إلى أن المقاومة وكتائب القسام وضعتا المستوى السياسي الصهيوني في ورطة كبيرة، سيكون لها انعكاسات على الجمهور الصهيوني في دولة الكيان خاصة في ظل الانتخابات الجارية، لافتا الى أن اختيار التوقيت لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف كان مناسبا.

وقال أبو زبيدة : “إن محاولة نتنياهو إعلان الموت الافتراضي للأسرى الاسرائيليين استغلاله في التقليل من قيمة أي صفقة قادمة، وهذا الامر كان داخلاً في حسابات المقاومة ، ولم تكن أجندتها خالية من امكانية أن تلجأ فيها القيادة الاسرائيلية الى خيار اعلان وفاة جنودها، كمحاولة للتهرب من دفع الثمن الغالي لمبادلتهم مع أسرى فلسطينيين، الامر الذي إذ اعتبرته المقاومة مجرد استدراج فاشل للحصول على معلومات لديها.

المصدر
الاستقلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى